-A +A
محمد عبدالواحد
•• كل شيء ينتهي.. يمضي سريعا.. كل الليالي والأيام واللحظات تمر في حياتنا وتصبح في النهاية مجرد ذكرى.
•• وغالبا ما تختفي وجوه ألفتها وأحببتها لتأتي وجوه أخرى.. وهكذا تستمر حركة الحاضر في مسارها الذي لن يقف إلا بنهاية الأجل.

بعضنا يتشبث بالماضي.. يطبق عليه بيديه ويغمض عينيه ويحلم.. ويستعيد الوجوه والأيام والأحداث.. ويغلق تلك المسافات التي تركها خلفه بأنينه وحسراته وندمه.. وينسى أن الحاضر أجمل وأحلى، وأن الحاجز الذي يفصلنا عن جمال هذه الدنيا قد صنعناه نحن في دواخلنا وبإرادتنا، وبذلك القيد الذي أدمى رؤوسنا وكبلنا به عقولنا.. وأرهقنا به تفكيرنا.
•• ولا أعتقد أن أحدنا قد ألغى ذلك الجدل الحاد بينه وبين أيامه التي مضت.. ولكن خيرنا من يتغظ من هفوات ماضيه.
•• بالأمس.. وصلتني رسالة من أحد زملائي القدامى يتساءل: (لماذا ابتلعت لساني؟ وأين شجاري وشغبي ومناكفتي للآخرين؟)، وهو لا يدري أنني ما رهبت سهاما ولا نبالا تترصدني.. وكنت أعتقد أنني ومنذ أمد بعيد قادر على العراك حتى مع (جنكيز خان) أو (موكب الطرشان)، ولكن كلمات هذا الصديق قتلتني وأحيتني وأعادتني إلى شاطئ الحفاة الراكضين خلف عرائس البحر والحب والهوى.. وأحيتني حبا امتلئ به ويمتلئ بي.. وقتلت في داخلي قرصانا ينتصر وينهزم.. ولا يهمه أن تغرق كل مراكبه.
أما اليوم، فهأنا ثكنة فارغة بلا أسلحة بعد أن قذفت أنت بكل أسلحتي في بحر من الحب. فهل تجير أعزل!!